Page 41 - مجلة الشرطي الصغير
P. 41

‫فتعجـب الرجـل مـن هـذا الصنيـع‪ ،‬وقـال‪ :‬بكـم تبيعـه؟ فقـال‪ :‬أريـد بـدل ًا منـه مكانـا يأوينـا‬
‫أنـا وزوجتـي‪ ،‬فوافـق الرجـل وأعطاهـم بيتـا صغيـر ًا؛ وأخـذ الحمـار وضربـه علـى رقبتـه فخـرج‬
‫ـة مـرات لـم يخـرج ولا درهم‪،‬فعـرف‬  ‫مـن ثماني‬  ‫ـل‪ ،‬وبعـد ضربـه أكثـر‬  ‫فافلـار ٍححتايلـارلج‬                                    ‫أحـد الدراهـم‪،‬‬
‫المحتالـن‪ ،‬فوجـد الزوجـة وعندهـا‬   ‫إلـى بيـت‬  ‫عليـه‪ ،‬وذهـب غاضبـ ًا‬                                                          ‫الرجـل أنـه تم‬
‫كلبـة سـوداء صغيـرة فقـال لهـا‪ :‬أيـن زوجـك؟ فقالـت له‪:‬لقـد خـرج ولكـن سـوف ُأخبـر الكلبـة‬
‫لتأتـي بـه‪ .‬فتعجـب الرجـل مـن تصرفهـا‪ ،‬وبعـد فتـرة وجيـزة عـاد الرجـل وهـو يحمـل الكلبـة‬
‫فتعجـب مـن هـذه الكلبـة ونسـي أمـر الحمـار وقـال لـه‪ :‬بكـم تبيـع هـذه الكلبـة؟ فقـال لـه‪ :‬بخمسـة‬
‫وعشـرين درهم ًا‪.‬أعطـاه النقـود وأخـذ الكلبـة‪ ،‬والحقيقـة ( أن الرجـل وزوجتـه عندهمـا كلبتـان‬
‫متشـابهتان‪ ،‬وعندمـا خرجـت الكلبـة الأولـى لـم تعـد وأحضـر الرجـل الكلبـة الثانيـة معـه)‬
‫فنجحـت الحيلـة‪ ،‬وأخـذ الرجـل الكلبـة وأخبـر زوجتـه بأنـه سـيذهب لرعـي الأغنـام‪ ،‬وعندمـا‬
‫يسـأل عنـه أحـد تبعـث بالكلبـة لتخبـره‪ ،‬وسـيحضر حـال ًا‪ ،‬وجـاء جـار ُه يسـأل عنـه‪ ،‬فأرسـلت‬
‫زوجتـه الكلبـة لتحضـره‪ ،‬حـل الليـل ولـم تعـد الكلبـة‪ ،‬وعـاد زوجهـا وقـال‪ :‬ألـم يسـأل أحـ ٌد عنـي؟‬
                                              ‫قالت زوجته‪ :‬بلى جاء جارنا وقد أرسلت الكلبة‪.‬‬
‫عـرف الرجـل أنـه قـد تم خداعـه مـرة أخـرى‪ .‬فأخبـر جـاره بقصتـه وقـال‪ :‬أريـدك أن تسـاعدني‬
‫بالقبـض عليـه ورميـه في البحـر جـزاء أفعالـه‪ ،‬فأخـذا كيسـ ًا كبيـرا ووضعـوا فيـه المحتـال‪ ،‬وفي‬
‫الطريـق إلـى البحـر توقفـا لتنـاول الطعـام تحـت ظـل شـجرة‪ .‬وقـال لجـاره‪ :‬أبعـد عنـا هـذا‬
‫ـأاكلرل‪.‬جـولو وضقـعـاالاللـكهي‪:‬ـ أنسقباذلنــويادأيي‪،‬هـافاملـررارعاـ ٍعي أمعنـهجقماطيعـتـعيمـأرناداولاأ أغنـخـامذ‪،‬يفـإرلأـىى‬  ‫العفـن حتـى ن‬  ‫الكيـس‬
                                                                                                                             ‫وفتحـه فخـرج‬   ‫الكيـس‬
‫قريـة بعيـده للـزواج بأميـرة وأنـا أحـب ابنـة عمي‪.‬فقـال الراعـي‪ :‬الـزواج بأميـرة؟! نعـم أميـرة‬
‫البحر‪.‬فدخـل الراعـي في الكيـس بـدل ًا منـه‪ ،‬وأخـذ الرجـل الأغنـام ورجـع إلـى القريـة‪ ،‬وألقيـا‬
‫الراعـي في البحـر‪ .‬وعندمـا عـاد الرجـل وجـاره إلـى القريـة‪ ،‬وجـدا المحتـال وعنـده أغنـام كثيـرة‬
‫فتعجبـوا وقالـوا لـه‪ :‬كيـف رجعـت! ونحـن ألقينـاك في البحـر؟ أخبرهـم بـأن حوريـة البحـر‬
‫أخرجتـه وأعطتـه كل هـذا الخيـر‪ ،‬فذهبـا وألقيـا بنفسـهما في البحـر‪.‬‬
‫نتعلم من هذه القصة أنه لابد من التحقق من المصداقية‬
‫من جميع الأمور حتى لا نقع ضحية في شبكة الاحتيال‪.‬‬

            ‫المصدر‪ :‬بتصرف من الذاكرة الشفهية‬

‫‪41‬‬
   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46