Page 79 - مجلة العين الساهرة
P. 79

‫وب�ال�ت�ال�ي ف���� إ�ن ال�ق�ي�ادة الفعالة‬                           ‫�سبيل تحقيق أ�ه��داف الم ؤ��س�سة‬                    ‫التاريخ العربي والإ�سلامي حافل‬
                            ‫والناجحة ه�ي تلك ال�ق�ي�ادة التي‬                                    ‫ب�صفة خ�ا��ص�ة و�أم��ن وا��س�ت�ق�رار‬                ‫بالقادة الناجحين والذين تمكنوا‬
                            ‫ت�دف�ع بموظفيها إ�ل��ى الم�شاركة‬                                    ‫الوطن ورفع كفاءة موظفيه و أ�فراده‬                   ‫م�ن و��ض�ع ب�صمتهم ف�ي �سجلات‬
                            ‫ف��ي و���ض��ع خ�ط�ط ج�ي�دة لتطوير‬                                   ‫ب�صفة عامة‪ ،‬أ�ولئك القادة الذين‬                     ‫الح�ضارة وال�ت�اري�خ ‪ ،‬منذ ع�صر‬
                            ‫الم ؤ��س�سة وتقدير جهود ا ألف�راد‪،‬‬                                  ‫لا يكتفون بالجلو�س على مقاعدهم‬                      ‫النبوة وحتى في عهدنا الحا�ضر‪،‬‬
                            ‫وتطوير �أ�صحاب المهارات وتحفيز‬                                      ‫فقط‪ ،‬بل ي�شمرون عن �سواعدهم‬                         ‫فلا يوجد أ�عظم من قائد الإ�سلام‬
                            ‫الموظفين على تحمل م�س ؤ�ولية‬                                        ‫وي�شاركون في بناء الوطن يد ًا بيد‬                   ‫��س�ي�دن�ا م�ح�م�د ���ص��ل الله عليه‬
                            ‫العمل وذل�ك من خ�لال البعد عن‬                                       ‫مع مر�ؤو�سيهم‪ ،‬هم قادة حقيقيون‬                      ‫و��س�ل�م وال��ذي ق��اد أ���ص�ح�اب�ه في‬
                            ‫المركزية والتعامل الديكتاتوري‬                                       ‫غ�ي�وري�ن ع�ل�ى م���ص�ل�ح�ة ال�وط�ن‬                 ‫غزواته العديدة لن�صرة الإ�سلام‬
                            ‫مع الأف��راد مع الحر�ص على منح‬                                      ‫والمواطن‪ ،‬لا تثبط عزائمهم‪ ،‬ولا‬                      ‫وم�ا تميز ب�ه ر�سولنا الكريم من‬
                            ‫بع�ض التفوي�ض الجيد للمر�ؤو�سين‪،‬‬                                    ‫ي�ت�وان�ون ع�ن خ�دم�ة م ؤ��س�ستهم‪،‬‬                  ‫�صفات عظيمة م ّكنته من تحقيق‬
                            ‫وال��ذي م�ن ���ش�� أ�ن�ه أ�ن يعمل على‬                               ‫وبفعل �أخلاقهم كقادة ع�سكريين‬                       ‫فكان قائد ًا‬  ‫العا�نستك�رصي ًااراوت�تراب�لوميت� ًاوالفي�ةي‬
                            ‫اكت�شاف ال�ق�ادة وتوجيههم على‬                                                                                           ‫آ� ٍن واح�د‪،‬‬
                            ‫م�سارهم ال�صحيح‪ ،‬وبالتالي خلق‬                                       ‫الــقـــيـــــــــــادة الــنــــاجـــحـــــــــة‬   ‫ودرو�س النبوة ا إل�سلامية هي أ�عظم‬
                            ‫نوع من الر�ضا الوظيفي لدى أ�فراد‬                                    ‫تــهــــــــدف إلـــــــى تــوفـــيــــــــر‬        ‫الدرو�س في القيادة الناجحة لمن‬
                            ‫الم ؤ��س�سة فيقبل على العمل بهمة‬                                    ‫كـــــافــــــــــــــــة الــظــــــــــــــــروف‬  ‫أ�راد �أن يتميز كقائد ناجح �سواء‬
                            ‫ع�سكرية وم��ب��ادئ ت�رب�وي�ة يكون‬                                   ‫الـمــــاديـــــــــة والـمـعـنـويـــــــة‬          ‫في القيادة الع�سكرية �أو التربوية‪.‬‬
                            ‫ق�د أ�كت�سبها م�ن خ�ل�ال التعامل‬                                    ‫والـنـفــســـيــــــة لموظـفـيـهـــا‬                ‫ويعتبر ال�ق�ائ�د نابليون بونابرت‬
                            ‫الفعال وال�دوري مع القائد الناجح‬                                    ‫الــتــــي تــســــــــــــــــهــــم فـــــي‬       ‫م��ن أ�ع��ظ��م ال��ق��ادة الع�سكريين‬
                                                                                                ‫تحـقـيـــق أهـــداف القيــــادة‬                     ‫وال�سيا�سيين الذين خلدهم التاريخ‬
                                   ‫والحقيقي في بيئة عمله‪.‬‬                                                                                           ‫وق�اد حملات ع�سكرية ناجحة في‬
                                                                                                             ‫المـؤسـسـيـــة‪.‬‬                        ‫ف�ت�رة ال�ث�ورة الفرن�سية‪ ،‬وه�ن�اك‬
                                                     ‫المراجع‪:‬‬                                                                                       ‫القائد الديكتاتوري �أدول��ف هتلر‬
                            ‫	‪1.‬ه�ي�ز‪��،‬ص�ام�وي�ل(‪1989‬م) ت�ول�ي القيادة‬                          ‫تربويين وتعاملهم م�ع �أف�راده�م‬                     ‫الذي أ�ودى بحياة أ�كثر من ‪ 60‬مليون‬
                            ‫فن القيادة الع�سكرية وعلمها‪ ،‬ترجمة‪:‬‬                                 ‫كقادةوزملاء أ�كثرمنكونهممدراء‬                       ‫�شخ�ص حول العالم ب�سبب �سيا�سته‬
                            ‫ها�شم‪� ،‬سامي‪ ،‬ط‪ ،2‬النا�شر‪ :‬الم�ؤ�س�سة‬                               ‫عليهم فقد خلقوا بيئة عمل محفزة‬                      ‫العنجهية وت�سلطه اللامحدود في‬
                                                                                                ‫تتميز بالعمل الجماعي والم�شاركة‬                     ‫ح�روب�ه ��ض�د ال���دول‪ .‬ك�ذل�ك ك�ان‬
                                     ‫العربية للدرا�سات والن�شر‪.‬‬                                 ‫الفعالة و أ�وج��دوا �سبل ًا للتوا�صل‬                ‫هناك العديد من القادة التربويين‬
                            ‫	‪2.‬ال�ح�ر‪ ،‬د‪.‬ع��ب��دال��ع��زي��ز(‪ )2010‬أ�دوات‬                       ‫ال�ج�ي�د ب�ي�ن�ه�م وب��ي��ن �أف��راده��م‬            ‫ال�سيا�سيين الذين انتهجوا أ��سلوب‬
                            ‫م�در��س�ة الم�ستقبل ال�ق�ي�ادة التربوية‪،‬‬                            ‫��س�واء م�ن خ�لال �إدارة المنظمة‬                    ‫ال�سلم لتحقيق العدالة والم�ساواة‬
                            ‫دار الن�شر‪ :‬مكتب التربية العربي لدول‬                                ‫م�ع م�ر ؤ�و��س�ي�ه�ا �أو بين الإدارات‬               ‫في بلادهم �أمثال الزعيم الهندي‬
‫العدد ‪� - 160‬غأ �سط�س ‪٢٠٢١‬‬                                                                      ‫ال�صغيرة والقيادات العليا‪ ،‬فكان‬                     ‫مهاتما غاندي والقائد الأفريقي‬
                                        ‫الخليج ‪،‬الريا�ض‪ ،‬ط‪2‬‬                                     ‫ه�ن�اك ت�ق�دي�ر م�ن ال�ق�ائ�د ألداء‬                 ‫نيل�سون مانديلا وغيرهم الكثير‪.‬‬
                            ‫	‪3.‬عبد القهار‪ ،‬حازم ( ‪1988‬م) ال�شخ�صية‬                              ‫موظفيه‪ ،‬كما ك�ان هناك احترام‬                        ‫�أم��ا ف�ي ع�صرنا ال�ح�ال�ي فهناك‬
                            ‫الع�سكرية القيادية‪ .‬بغداد‪ :‬دار ال�ش ؤ�ون‬                            ‫من الموظفين لقائدهم ‪ ،‬فتحقق‬                         ‫القائد الع�سكري وال�ت�رب�وي ممن‬
                                                                                                ‫الر�ضا المتبادل مادي ًا ومعنوي ًا ما‬                ‫ت���ض�م�ه�م ال�م�� ؤ���س���س�ات ال�م�دن�ي�ة‬
                                         ‫الثقافية العامة‪ ،‬ط‪1‬‬                                                                                        ‫والمنظمات الع�سكرية قد حققوا‬
                            ‫	‪4.‬ال���ص�ي�ف�ي‪ ،‬ول���ي���د(‪2016‬م)‪ .‬الأن�م�اط‬                              ‫بين الموظفين وقائدهم‪.‬‬                        ‫ب�ال�ف�ع�ل ال�ع�دي�د م��ن ال�م�ن�ج�زات‬
                            ‫ال�ق�ي�ادي�ة وع�الق�ت�ه�ا ب�����إدارة التغيير‬                                                                           ‫الم ؤ��س�سية والوطنية ولا زال�وا في‬
                            ‫ال�ت�ن�ظ�ي�م�ي‪ ،‬ر��س�ال�ة م�اج���س�ت�ي�ر‪ ،‬غ�زة‪:‬‬

                                             ‫جامعة ا ألزهر‪.‬‬
                            ‫	‪5.‬فـــرج‪ ،‬الـ�ـسيـد (‪ )1957‬الـقـيـادة والـقـادة‬
                            ‫ال�ع�ظ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ـ�ام‪ .‬ال�ـ�ـ�ق�ـ�ـ�اه�ـ�ـ�رة‪ :‬دار الفكر‬

                                               ‫العربي‪ ،‬ط‪4‬‬

‫ماج�ستير في القيادة التربوية ‪79‬‬
   74   75   76   77   78   79   80   81   82   83   84